مغرب مص دماء الأبرياء 1


Photo 1090

بقلم : المصطفى اسعد / كاريكاتير – العوني شعوبي :
ليس من السهل كسب الشيء ولكن من السهل خسرانه ، كما أنه صعب تغيير العادة عندما تصبح هذه الأخيرة ادمانا ، هو شيء ينطبق على واقع الحال لأنه كما قال ابن خلدون دوام الحال من المحال ولكن أي حال يقصد عالمنا الجليل هل حال السلب أم الإيجاب أم كلاهما معا ، ففي عصر كهذا نرى دائما دوام الحال على ما هو عليه بدولنا المتأخرة بينما نعاين باستمرار تغير حال أمم سابقة والحقيقة أن البعض يريد دوما دوام الحال واستمراره على ما هو عليه ليس بقصد الربح فقط ولكن لغرض في نفس يعقوب .
إن الباحث في التاريخ الغربي والمعجب بمنهج التفكير عند الآخر يدرك جيدا كم من المراحل قطع هذا الأخير للوصول لما هو عليه الآن ، وسيعرف لامحالة إن الخرافة كانت ولازالت تولد من رحم الواقع وإن كانت تتجاوزه وذلك لطبيعة النفس البشرية المعروفة عادة بتضخيم الأمور والإضافة النوعية لتصوير ذلك الواقع بشكل أفضل لعل الصورة تصل أهم مما هي عليه .مصاصو دماء بالعربية ويقال لهم بالفرنسية Vampire وهم أبطال لفكرة خيالية أخدت نصيبا مميزا من الشهرة بل أن البعض كتب مؤلفات عدة عن الظاهرة كظاهرة وليس كصورة ، وتجاوزه آخرون بتصوير أفلام حققت أعلى الإيرادات في فترة من الفترات مثل “دراكيرا” … ولازالت السينما الغربية بشكل عام تتواجد بها هذه الشخوص بشكل واسع نتيجة لفكرة محورية تتحدث عن صراع الخير والشر ومنه نتحول لصراع بين الشيطانية والمسيحية ممثلة في فكرة قتل مصاصي الدماه هؤلاء من خلال وضع الصليب على وجوههم ، والحقيقة أنه لا يهمنا في الفكر الخرافي هذا مقدار نجاحه في التعبير عن فكرة واقعية بقدر ما يهمنا هنا هل حقا هناك أناس يفكرون بمنطق مصاص الدماء هذا .
ان الحديث السابق يجرنا بشكل أو بآخر لنقل الفكرة للمجتمع المغربي بصفة خاصة والمجتمع المتأخر بصيغة عامة لأننا نحن دول العالم الثالت تقدمنا بتقدم بعضنا وتأخرنا بتأخره ولهذا الأمر حديث مفصل في وقت لاحق …منطق مص دماء البشر من أبناء جلدتهم المتحولون في الخرافة لشياطين وعبدة للدماء يمكن تصوره في شكل مص أموال البسطاء من أبناء جلدتنا واذا حللنا المسألة بعقلانية مفصلة نجد أن الأمر لا يختلف كثيرا فمصاصو الدماء ينسجون علاقتهم من خلال عملية المص ، ومصاصو أموال البشر ينسجونها من خلال نهب خيرات الشعب بصيغة خلق تكتلات النهب المنظم ، واشراك أي واحد وقع في شباكهم للإستفادة من الخيرات المسروقة وبالتالي التحول هو أيضا لمصاص أموال ، والضحية كالعادة هم المغلوب على أمرهم .

لقد أتبتت الأيام أن التفكير بمنطق الربح هو أخطر من الربح في حد ذاته إذ يصبح هذا الأخير مرتبط بعمليات أكبر من النهب مثل الإجرام وإيداء الناس في أرواحهم وليس جيوبهم فقط فعندما يتورط أشخاص دورهم الطبيعي حماية المجتمع والدود عنه في عمليات نهب للمال العام وأيضا عندما يتورط أخرين في عمليات خرق للقانون بالجماعات نكون أمام صور تحتاج لوقفة لمراجعة تفكيرنا ومناهجنا الدراسية والتربوية ولا ننسا طبعا بعض وسائل الإعلام التي أصبح أكتر من نصف المنتمين لها من اللاعبين على حبل الربح والمخططين لعمليات المص والنهب المنظم .

الجميل في الأمر أننا اليوم في فترة لا يحتمل الكتمان والكل يرفع شعارا واحدا وهو ” لي دارها بيديه يفكها بسنيه “وهذا هو السبب الوحيد الذي يجعل القضية تحتمل الإصلاح لأننا وبوضوح بمغرب متحرك، وداخل منظومة دولية جد معقدة بتكتلات جديدة ومصالح أعمق .
فيا لصوص المغرب اجمعوا حقائبكم وارحلوا أو اتركوا الساحة لأناس يفقهون في تسيير الأمور لأن الوطن يحتاج للعمل وليس للكلام لكيلا نكون كالأستاذ بنكيران وتبخر برنامجه الحكومي ، ولأن الواقع لا يحتمل النفاق فإما النزاهة أو العاقبة الأسوء .
ودائما مغربنا مغربكم وأف على من باع القضية ولهت وراء المصالح الشخصية .


issaad

About issaad

المصطفى اسعد من مواليد مدينة سيدي بنور في 08 يناير 1983 ،رئيس المركز المغاربي للإعلام والديمقراطية إعلامي ومدون مغربي ، خبير في شؤون الإعلام المجتمعي وثقافة الأنترنت وتكنولوجيا المعلومات وأمين مال نقابة الصحافيين المغاربة . حاصل على البكالوريوس بالعلوم القانونية من جامعة القاضي عياض بمراكش والعديد من الدبلومات التخصصية الدولية والوطنية بالإعلام والصحافة . مدرب مختص في الصحافة الالكترونية ،إستراتيجيات المناصرة ، التواصل ، ،الديمقراطية وحقوق الإنسان . هذه المدونة تسعى الى ترسيخ قيم الديمقراطية والتعايش وتخليق الحياة العامة ، بالمغرب العربي وتحلم بالعيش ببلد أكثر عدالة، وأمناً، وإستقلالية.


Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

One thought on “مغرب مص دماء الأبرياء