المستضعفون بالمغرب وتحمل ضريبة الاستقرار


مركز تحميل الصور

بقلم – المصطفى اسعد **:

تتشابك الأفكار بمخيلة المرء منا وهو يحلل الواقع المغربي بكل تجلياته ، نتحدث هنا عن الواقع المعيشي والتفاوت الطبقي الذي جعل البعض يقفز بسرعة على ظهور الطبقة الكادحة والفقيرة ليصبح لدينا أكثر من 5000 مليونير مغربي وحوالي 10 أشخاص بقائمة الفوربس من المليارديرات المغاربة وهذا طبعا حق طبيعي لهؤلاء لكنه يجعلنا نطرح السؤال هل يتقاسمون مع إخوانهم المغاربة مشاكلهم أم تلك المشاكل هي سبب غناهم كقطاع البنوك والسكن الاقتصادي والمحروقات والصناعات الغذائية …

إنها حقا الكارثة ، فبعد الربيع العربي عرف المغرب استقرارا قل نظيره وفرصا سانحة للاستثمار والتطور والتنمية ، تلك الفرص استغلها البعض لامتصاص الفئات الهشة والمستضعفة بوطن الخيرات الطبيعية والقدرات البشرية ، لقد مارس البعض أبشع صور استغلال البسطاء من خلال ممارسة سياسة تخويف الدولة بالوضع السياسي ، فالباطرونا المغربية استطاعت إرضاخ الحكومة لشروطها والحفاظ على مصالح أفرادها وخلقت لنفسها خطا احمر لجانب خطوط أخرى مرسومة منذ القدم …

ولأن الشارع المغربي متدين بالفطرة رأى ويرى في حكومة الإسلاميين وشركائهم أمانا لم يجده لدى التجارب الحكومية السابقة ، تلك الثقة التي منحها الشعب للعدالة والتنمية ومشروعه سيستقبلها عبد الإله بنكيران بشكل عاطفي للنجاة من الكارثة وسيترك الخطوط الحمراء ويستنجد بالضعفاء والمغلوب على أمرهم لنجاة وطن من الكارثة .

ضريبة وطن يدفعها الفقراء فقط ويجتهد الأحزاب المشاركة في تجربة الحكومة الإسلامية في تكريسها من خلال امتصاص جيوب المغاربة لضرب عصفورين بحجر ، أولهما إرضاء الخطوط الحمراء وثانيا إضعاف الحكومة الإسلامية التي استطاعت رغم كل ويلاتها التمظهر بأنها أفضل من كل الحكومات السابقة .

قطاعات عدة كالتعليم والصحة والإقتصاد تعيش وضعا خطيرا و تعاني في صمت وتنتظر دائما قروضا خارجية وإملاءات تحكمية ، ترسم خططها بكواليس البعض وتقدم للمغاربة في طبق ذهبي بوسطه أكلة فاسدة ستصيبهم لا محالة بالمرض .

تحرير خطير لعدة قطاعات حساسة والضغط يوميا على الطبقة المتوسطة والفقيرة لتحمل العبء لوحدها لنجدة وطن ضرب من الجنون وسياسة تفقيرية لا يمكن بتاتا تقبلها والانصياع لها ، وعلى ابن كيران تحمل مسؤوليته التاريخية في ضرورة تذكير البعض بواجباته الحقيقية في نجدة وطن عوض مص دماء الأبرياء والضغط عليهم بقوة القانون الذي يكتبه هؤلاء ويطبقوه لوحدهم .

وتتوالى الأيام وسنسمع بالأيام المقبلة مفاجئات عدة فبعد تسليم المغاربة لشركات الوقود وتحرير القطاع ، وبعد تحمل الفلاح لوحده انخفاض بيع الحبوب وتقاسم الضرر مع بقية المواطنين ، ها نحن اليوم نسمع رغبة الحكومة برفع الدعم عن السكر وإثقال كاهل المغاربة أكثر وأكثر .

إننا نعيش أبشع صور الاستغلال وأكثر الطرق خطورة لتجويع المغاربة ومص دمائهم ، نقف للأسف على إستقواء البعض بالبعض وترك الصغار أكلة بسيطة للرأسمالية المتعفنة ، والبرجماتية القدرة .

والى أن يستيقظ ضمير مسؤولينا نعزي أنفسنا فينا ودائما مغربنا مغربكم وأف على من باع القضية ولهث وراء المصالح الشخصية .

 

**إعلامي وناشط مغربي ، رئيس المركز المغاربي للإعلام والديمقراطية


issaad

About issaad

المصطفى اسعد من مواليد مدينة سيدي بنور في 08 يناير 1983 ،رئيس المركز المغاربي للإعلام والديمقراطية إعلامي ومدون مغربي ، خبير في شؤون الإعلام المجتمعي وثقافة الأنترنت وتكنولوجيا المعلومات وأمين مال نقابة الصحافيين المغاربة . حاصل على البكالوريوس بالعلوم القانونية من جامعة القاضي عياض بمراكش والعديد من الدبلومات التخصصية الدولية والوطنية بالإعلام والصحافة . مدرب مختص في الصحافة الالكترونية ،إستراتيجيات المناصرة ، التواصل ، ،الديمقراطية وحقوق الإنسان . هذه المدونة تسعى الى ترسيخ قيم الديمقراطية والتعايش وتخليق الحياة العامة ، بالمغرب العربي وتحلم بالعيش ببلد أكثر عدالة، وأمناً، وإستقلالية.

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *